الخميس، 11 أكتوبر 2012

قالت لي نينا



بين الضباب ِ والسراب ْ

تشكَّلت ْ نينا
وتلوَّنت مآسيها بلون هباب ِ الفحم ِ
ألسنة اللهب ِ تؤنس ُ وحدتها
قالت لي نينا :
أنا أحيا لأجل ِ احتراقي
فأرسمه لوحة ً
وأكتبه ُ صفحة ً للمجهول ِ
من عمريَ الباقي


تحت مظلة للانتظار

أصنع ُ حلمي للقبلة ِ الأولى
سأطبعها على جبين الشمس
أتفيَّأ ُ الأمل َ
نورا ً قادما ً
وتذكرة سفر ٍ إليها
فأبتاع بطاقة َ دخول ٍ لمهرجان الاحتراق ْ


نينا

في محراب حضورك ِ في الذهن ِ
وقف َ قلبي خاشعا ً
ركع َ وصلَّى
وآمن َ بأنه
لم ير َ من معجزات ِ الخالق ِ
قبلك ِ
أو مثلك ِ مثلا
نينا
هناك َ حيث تسكنين ْ
ظلال ُ روحي تستدير ُ كواكبا ً
وتستطيل ُ مساحة ً للانتظار ْ
أسرق ُ من ليلك ِ هباب َ الفحم ِ
فيستحيل ُ لون ُ جرحي
في مدفأة قلبك ِ
لقلبك ِ شعله


نينا

عصبيَّة المزاج ْ
قالت لي عرَّافة ُ الأبراج ْ
رمقتني من خلف ِ نافذة ٍ
لم تذق ْ طعم َ الفرح ْ
كنت ُ هناك ْ
كانت هنا
لم تكن نينا قد ولدت بعد ُ
أدخلتني نورها
فتخلَّل جسدي الزجاج ْ
وجسدي منذ ُ عقود ٍ
يجتاحه ُ هباب ُ القهر ِ
ونار ُ مدفأة ِ نينا
لم يمنحوها
حق ِّ تقديم احتجاج ْ
نينا
قصَّة حزن ٍ داهمتني
صباح ُ الخير أحزاني
وعانقتني
تراتيل ُ موشَّحة ٍ على أريكة ِ ليلك ِ
كسرت ْ وحدتي فيها
وقابلتني بأيمن ٍ كان َ هناك ْ
صباح ُ الخير ِ يا أيمنْ
وقبل َ ساعات ِ الفرح
كانت نينا
قد غادرتني
نينا
هناك هناك
في كوكب ٍ منسي ّ
تحيا أنثى النور ِ
بين النيازك ِ
تتبعثر ُ شهب ُ الخروج ِ عن المألوف ِ
فتكسر ُ ضلعا ً
لتفتح َ بابا ً لقلبي
وتدخلني في عالم ِ نينا
أصنع ُ لها حلما ً
أهديه ِ للظروف ِ
فتضحك نينا
نينا تناديني
دعتني روحها
وقفت ُ على العتبات ِ
فبكتني وأمَّت بي خشوع َ روحي
وعانقتني
نينا إمامة ُ تصوُّفي فيها
أسأل ُ الله َ
أن يقبل بها صلاتي
نينا
إمامة ُ حزني
بصلاتها أهدت لقلبي سكينة ً
لعمري الآتي
واستحالت ْ كآبة ُ الجدران ْ
لوحة َ ماقبل َ ميلادها
وستائر ُ النوافذ ِ معزوفة َ مطر ْ
قالت لي نينا
وقبل َ أن ترحل ْ
ياقارئي الأول ْ
أرجوك َ لاتسأل ْ
من هي نينا
يكفيني أن تقبل ْ
روح نينا زائرة ً
لضفاف ِ قلبك َ المثقل ْ
أرجوك َ لاتسأل ْ
أرجوك َ لاتسأل ْ
أيمن
‏‏10:14 ص ‏02/‏10/‏2009