الأحد، 10 يوليو 2011

( قصة) أغلى الناس

بداية ُ رحلتي مع َ الكتابة ِ كانت هي َ .. منذ ُ أن رحلت ْ
ثلاثة ُ عقود ٍ مضت ْ ...
.................
طرقت ْ أبواب َمسامعي همسة
من قلبِ السكون ِ المطبق ِ على ليلتي ..
ثم َّ تبعتها لمسة ..من نسمة ٍ تحمل ُ عبق َ جدائل ِ شعرها
وأنفاسها العطرة ِ ..فأخرج ُ عن عزلتي ..وأحمل ُ قلما ً ودفتراً وعلبة تبغي وذاكرتي وذكرياتي ...
أتفيَّأ ُ ضوءَ القمر ْ فيسقط ُ على وجهي ويغسله ُ من الأسى
وعقدة الجبين التي لازمتني منذ ساعات ٍ ..
كانت هي وكالعادة ِ وجهة رحيلي المزمن ِ منذ ولادتي الأولى ..
كنت أحسُّها في كياني قبل أن أراها فقد سكنت أزمنتي خطوة ً خطوة ً ..
وليلة ً بعد َ ليلة ٍ ثم َّ عادتْ وأعادتْ
فوضى التواريخ ِ وغادرتني ..

وبعدما اعتقدت ُ إنني نظَّمت ُ نفسي ..وألزمت ُ ذاكرتي نسيان ماكان ْ ..
أتابع ُ المسير ْ ..وأصعد ُ على التلة ِ التي قابلتها عندها للمرة الأولى ..
كان موسم حصاد ْ ..كنّا نلعب ُ والآخرون يجمعون الغلال ْخلف التلال ْ ..
لم أكنْ أعلم ُ إن َّ هذه المواسم َ التي جمعتنا سيحتضنها دفتري حبَّات ٍ من الذكريات ْ
أجلس ُ على حجر ٍ ..ربّما كان هو عندما نحن ُ كنا هناك ْ
وجلسنا والصمت ُ ولغة ُ العيون ِ تستبيح ُ كل َّ شيء سوى
نبضي وأنفاسي لتكتمل َ أولى نفحات النضوج ِ المبكر ِ فينا
مع نبضها وأنفاسها ونبقى نحلم ُ ...ونكبر ُ ويكبر ُ فينا الحلم ْ
ليتنا بقينا وليت الزمن توقف عندها ذلك اليوم ولم ْ نكبر ْ..
أفتح ُ دفتري ..وأقرأُ صفحة ً واحدة ً ...وأشطبها
أنا هكذا ..أوزِّع ُ أحلامي لكل ِّ ليلة ٍ صفحة ًواحدة ًوحلما ً واحداً ..
أهديه ِ لأغلى الناس ْ ..
نصفي الآخرُ الذي غادرني
 ورحل َ إلى كاراكاس ْ
.............................
.............أيمن أبوراس........

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق